جريمة القتل بمنطة الأبيار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :

ماجرى بالأمس القريب من قتل بالجملة، بتهم جاهزة ممن ليس له سلطة الاتهام ولا سلطة القضاء، بل ولا يملك من سلطات الدولة شيئا، وإنما يملك سلطة الغاب يقتل بها من يشاء؛ لهو من أغرب مايكون، فضاضة وبشاعة عملا وتنفيذا، وإهانة للآدمي الذي كرمه الله تعالى. 
وهذا العمل لايرضاه الله ولا رسوله ولا المؤمنون، ولا يقرّه شرع ولا عرف ولا قانون ،بل لا ترضاه حتى الإنسانية الْيَوْمَ إلتي تقرر للإنسان حقوقآ تتبناها في هيئاتها ومؤسساتها، وتدافع عنها بكل وسائلها.
فواجب كل مسلم أن ينكر هذا المنكر ولا يرضاه، وأن يأخذ على أيدي العابثين بحياة الناس ،المنتهكين لحرمات الإسلام، وعلى كل من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين، أن يقوم بما أوجب الله عليه، وإلا كان شريكا في كل مايجري، وماينتظره من غضب الله في الدنيا وسخطه في الآخرة لهو أشد وأنكى، وكذلك ماجرى من قصف طيران الإجرام للأبرياء الآمنين على أطراف مدينة درنه دون جرم اقترفوه ، ولا ذنب فعلوه. 
فإنني أحذر الناس من هذه الأفعال الشنيعة والسكوت عليها أن تكون سببا في سخط من الله ينتشر فيه الفساد والدمار والقتل والوباء والغلاء ،وتصاب البلاد في مقاتلها فيقع عليها قول الله تعالى :(وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدآ من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )...